السبت، ١ أكتوبر ٢٠١٦

المرأة تحكم

المرأة تحكم 




في الثلاثين عرفت ، أن أعتى اعدائي كانت أمي ، 
أمي التي كانت تمنعنا من إدخال قطة في اليوم الرابع من عمرها للمنزل ، 
بحجة خوفها علينا ، من الإصابة بعقم الفتيات ، وتخفي خلف قناع أمومتها خوفاً محاق ورثته عن والدتها ، 
  أمي التي أضافتي للحياة تماماً مثلما يدخل المزارع إحدى الدجاجات الجدد إلى القن ليلاً كيلا ينتبه إليها أحد ، 
وكأنها خجلى من فضيحتها ، وهي تردد في سرها  "رب إني وضعتها انثى ، وليس الذكر كالأنثى "

أمي التي قضت عمرها تحاول جاهدة أن تثبت لجاراتها أنها اضافتنا 
نحن بناتها للتراكم السكاني بتعفف منها وتغوّل من ابي ، 
فأصبحنا نترقب المجتمع ويترقبنا ككومة من الأطفال أحاطوا بحشره تخافهم 
ويصطنعون الخوف منها والحذر ولا يُخفي أحدهم شجاعته ، إلا أنها " حشرة " ، 
وكأنه قد حان وقت اللعب فمن يجرؤ على إيقافه.

السبت، ٢١ مايو ٢٠١٦

متلازمة نقص

متلازمة نقص ~


غيوم الصباح رغم ما تبديه لنا من هشاشتها وتدللها ، كفتاه تتغنج وترسم في مخيلة مستمعيها صورة انثى مثالية لا توجد على أرض الواقع ، إلا أنها كصخر مطل من عالٍ ، منطقة تضاريسية مختلطة بكل عناصرها ، جزر هوائية ، وشعاب مرجانية في ساعات الشروق الأولى ، هكذا رأتها في بحر السماء متدرجة الألوان كمعادنها وتركيبها الكيميائي ، إلا انها لا تتمدد بالحرارة بل تتلاشى كعواطفنا الكاذبة ، تختفي كلما ارتفعت درجة صدق الطرف الآخر ، لوحة أمواج أتقنها فنان وترك لنا نشوة الغموض والتأويل كموناليزال لا يعرف سر ابتسامتها إلا من اختَلَقها ، لون سح منه وأفلته متعمداً ، فيه سر لوحته واختلافها عن كل ما يشبهنا ، يابسة وماء ، ولا تشبة إلا السماء .
تمشي وكأنها المرة الأولى التي تمر بها من هذا الممر ، هكذا أرادت لصباحاتها أن تكون ، كل صباح وكأنه الصباح الأول من عمرها ، عهد أخذته على نفسها بعد أن أدركت دخولها لسنوات العنوسة حسب التقويم العربي ، العائلي ، المجتمعي،  أياً كان لا يهم إلا أنها أدخلت نفسها سنوات الدهشة في تقويمها الذاتي تقويمها الإنساني ، تفتعل الدهشة  في أدق تفاصيلها الحياتية ، كطفل كل ما حوله مدهش _ الأطفال أفضل ممثل للدهشة والتنفيذ العملي لكل ما هو مبهج _     كل ما يلتقي به جديد ، وكل ما يشاهده لم يره من قبل هو حقاً لم يرى كل هذه الأشياء ، أما هي فرأتها من قبل إلا أنها تراها اليوم بوجهها المختلف ، تراها اليوم بنفسية المنتصر، المنتصر على كل قوانين هذه الحياة ، نعم نفسية المنتصر عبارة سمعتها من إحدى محاضري التنمية البشرية التي عكفت عليها لتحرير نفسها من كل هذة البرمجيات والقوالب التي فرضها المجتمع وأهله  لها ولغيرها وكأننا في مصنع لصنع الإنسان المتفوق ، الإنسان الكامل ، الإنسان المجرد ، كدمى تدخل من إحدى أطراف خط إنتاج الحياة وتخرج من الطرف الأخر ، تدخل كتلة من الهباء ، كتلة من الغباء ، كتلة من اللاشئ ، فإما أن تخرج ، بغباء أكثر أو جمود أكبر وموت حياتي أكثر ، أن تعيش كما أرادت لك  آلة الحياة تلك ، ، وإما أن تعاندها وتختلق لنفسك تكوين  أخر وتصميم مختلف غير ما أرادت هذة الآلة وصانعوها ، وما بين الطرفين ، طرق ، و كسر وحرق  ، واعوجاج ، و اعوجاج .

تصفية حسابات

تصفية حسابات ~

التقت به صباحا ً، أدركت أنها خارج المنزل تواً ، تذكرته جيداً إلا انه عاجز كلياً أو جزئياً عن ذلك ، لكن عجزه يبعث على الإطمئنان نوعاً ما ، ففارق السن بينهما يمنعه من ذلك ، تكبره بسبع سنوات أو ربما أكثر ، صغر سنه وقتها حجب الصور والأشكال عنه ، لكن بالتأكيد لم يحجب  المشاعر أو حتى الأثر الخفي وراء الأحداث ، وكبر سنها وضعها امام مادة إجبارية لا يمكنها من التخرج دونها من جامعة الحياة ، لا ذاكرة لا حياة .
كانت سبب ضحكهم وإبراز أنيابهم ، الجميع يحب الضحك  والابتسامة إلا هي على عكس الجميع تكره من يصر على الضحك في جميع أوقاته ، ضحكهم كان سبب موت قلبها يوماً ، ويظنون أنهم يرفهون عن أنفسهم بختلاق سبب للضحك ، أنانيون هم بطبعهم يعيشون على مبدأ عيش اللحظة .. تهمهم لحظتهم فقط ، ولا يهم لحظات الأخرين ، كم أكرههم .
تذكره جيداً فهي لاتنسى ألماً سببته للاخرين ،  في ذاكرتها تكمن مصيبتها ، كانت متأكدة  انه سينسى شكلها وسيذكر أثراً وضعته في حياته عمداً ، او ربما هكذا كانت تظن ، فهي تصر أننا في هذه الحياة نسخ مكرر عن بعضنا البعض لا نختلف إلا برقم الإصدار للطبعة ،و تحاول الإفتراض دائماً بانها نسخة قديمة نادرة يُحذر إستعارتها .
عندما كانو يضحكون  كانت ترسم مستقبلاً وتبني تصوراً للحياة التي تنتظرها ، هكذا هم اليوم ، وفي المرحلة الزمنيه من عمرها تلك ، وهذه  العينة البشرية بالذات ، وهذا كان تصرفهم !! تصرفهم كان سبب في ضحك الجميع والسبب الحقيقي لكرهها لهم ، كيف استطاعوا ؟!! من منحهم الحق في تجريدها ، وفصل الكهرباء عن اعصابها عمداً وإحالتها لدمية أوربما أي شئ لا تدرك ماهيته ؟؟!

الجمعة، ٧ نوفمبر ٢٠١٤

يوم عادي~


يوم عادي ~



لم يلزمني إلا اسبوع من الوعي لأتمكن من الكتابة عن يوم أعيشه يوميا بلا وعي
يومي استثنائي أو هكذا أريد له أن يكون ، ساعة غرفتي تسبق الزمن بالمقدار الذي يضمن لي أن أصل متأخرة خير من أن لا أصل ، منبهي الذي خضع للتزوير وأنا مغمضة نصف عيني اليسرى حتى تنطلي عليّ الحيلة يوقظني قبل الشحادة وابنتها ،
يرن وآخذ غفوة ، يرن واستمر في غفوتي ، حتى أنتفض على صراخٍ باسمي مجهول المصدر ، انهضي أو اغلقي هاتفك .
في الحمام أجد نفسي مجبرة على التعامل بشكل مباشر مع الماء ، كم أكره المجاملة ، وأكره الماء ، الماء ينتهك غفوتي القلبية .
أسناني ، وجهي ، أتوضأ حتى لو لم أنوِ الصلاة ، ربما كسفير للنوايا الحسنة لأطلب من الرب منحي شيئا جميلا هذا النهار .
هل أسرح شعري ؟!!   أتردد ،   فهي ليست من  عادتي
 فليس ثمة عريس بانتظاري ولا حتى عدوّة صديقة تباريني في مقاييس الجمال .
أرتدي ما يطلقون عليه  الصفة الشرعية رغم أن الكثير لا يعتبره كذلك وربما أنا  منهم ، فأنا لا أحب أن أكون من الكثيرات اللاتي يرتدين الشرعي ولا شرعية على أصواتهن وضحكاتهن فالحجاب حجابها في نظرها وحياءها وعيونها الخجلى أمام كل قبيح هو تلك الحياة المتبقية في وجوهنا ، فما فائدة حجاب لا يحجب خضوعنا بالقول والفعل ؟!
أرتديه وقد اعتدت ذلك كمن يرتدي سرواله الداخلي حتى دون النظر في المرآة .
الحذاء حذائي الخامس بعد الأربعة التي أهديتها لخزانة الأحذية ، وهل للخزائن وظيفة إلا استقبال هدايانا ؟؟!!

الأربعاء، ٥ فبراير ٢٠١٤

من لايفي للماضي لن يكون مخلصاَ للمستقل

حماه لن تتكرر لأنها باقية فينا ~



من لا يفي لماضيه ،لن يكون مخلصاً لمستقبله ،،
نعم ما يحصل اليوم في سوريا فاق كل التصورات وفاق كل التقديرات ، نعم فاق حماه الأولى وتجاوزها ألماً وإجراماً ، نعم حماه بالامس نقطة في بحر سوريا اليوم ، نعم إن الحي أبقى من الميت ، نعم نحن لن ننال من نبش الماضي إلا رائحتة وآلامه وأوجاعة  ، إلا أن من الوفاء لأرواح كل من قضوا في تلك المجرزة بسبب شجاعتهم وصمتنا بسبب جرأتهم وتخاذلنا نحن أبناء البلد الواحد ، من الوفاء أن نجدد لهم اليوم االعهد بالصمود والاستمرار ، وأن نتذكرهم بأن نطلب من الرب الرحمة لأرواحهم والقبول  ونطلب  المغفرة لتخاذلنا ، حماة : لن أقول وصمة عار على جبين أحد وإنما  وسام شرف لسوريا وأهلها ، ترفض الذل والمهانة منذ الأزل ، شوكة في حلق الطغاة كانت ولم تزل ، حماة لن تتكرر إلا أنها باقية ~
بتول الشريقي ~
5/2/2014

الأحد، ٢ فبراير ٢٠١٤

خائنةٌ أنتِ ~

خائنةٌ أنتِ ~




من نافذتِهِ يُطل ،، يلمح تلك الشوكة ، شوكة  تنمو في أقرب ما يمكنها من زهرة  تستمد منها اسمها  وطبقتها البرجوازية  ، كساقي الخمر لا بد أن يتذوقه .
هم لا يقولون شوكة بل زهرة . إنها حتما ً زهرة ، زهرة بفروعها وأوراقها بأشواكها ورائحتها ، الرائحة تثير مكامنه  يتذكر خائنه أحبها يوماً رحلت هي وما زال هنا .
 ويقسم : سأخونكِ يوماً في كل النساء ،  سأخون حتى حروف أسمك ، والطبقة الصوتيه للحنك ، وهواء  يأتيني من ربوتك ، سأخونك واحدة في كل النساء ومفردة في الجمع ، كلمة في كل الكلمات ،   سأخونكِ يوماً.
عرفت فيكِ حب النساء وكُنتِ لعنتي بهن ، لا تظني السماء لم تُنجب غيرك ، والارض لم تلفظ إلا أنتِ ، سأخونكِ يوماً .

نعم احببتك يوماً ، يوم  قلتِ لي أُريدك رجل وكُنتِ أُريدك انثى ، ولم تعي يوماً بأنكِ إن كنت لي انثى فسأكون لكِ كل الرجال .
احببتك يوماً ، قلت لي يوماً أريدك  حباً ، وكُنت أحب  أدق تفاصيلك ، لكن عبثاً لم تلمحي ذلك .
فاتنتي، 
كم أحن إلى طريقٍ التقينا  فيه صدفة  ، نسمات  رشفت من حمرة الخدين  حتى ارتوت وتركتهما  كرزتين ، كرزتين قرمزيتين في فصل شتاء .

الثلاثاء، ٢٨ يناير ٢٠١٤

حنين مع سبق الإصرار ~

حنين مع سبق الإصرار ~


هو حنين مع سبق الاصرار والترصد جريمة اللاشيء بحقنا متهم دون محامي دفاع ولا شهود بلا قضاء ولا  محكمة دون محضر يفتح ولا  قضية .

الحنين  شهقة الحياة تزهر في أوصال الجنين ما  ان تفارق الأم وليدها ، وما يعتريها  منذ النظرة الأولى بعد أن  تلفظ طفلها خارج عالمها مستأثراً معه ببعض أحشائها وما تبقى من روحها ، الحنين هو خروج الروح من روحها  .
الحنين  شهقة الحب من القبلة الأولى  يزرعها عاشق مجنون على شفتي محبوبته ،
أن تشرأب اذنا رجل دون أنثى ، ويمتلئ رحم أنثى دون جنين ، حبلى بلا جنين ولا موعد ولادة ،
 حبلى بما لاتتشوق لرؤيتة وما تضيق ذرعاً به ، حبلى بلا أب ولا مراسم للزواج ،
حمل ينبض بداخلها ، ويضيّق دواخلها ، يرفسها ليلاً يؤرق منامها ، حمل  ثقيل بآلامه وأوجاعه ،
تتمخض دون ولادة ، وتلد بلا جنين  تتعرق تنزف تصرخ لتضع الحنين ،
الحنين ولادة في ساعة لا تنسى ولاحتى  تُذكر .

الحنين لذغة طفل لثدي أنثى أقسمت يوماً الا ترضعه ثأراً منه  ،
 فحيحه الليلي  يريد أن يتخذ منها أماً ليمتص روحها وبهاءها وما تبقى بها من عمر .
الحنين تلك النظرة البلهاء التي ترتدي وجوهنا ما أن يسألنا طبيب نقضىي نصف عمرنا بانتظار الدخول إليه  ،
 ما يؤلمك ؟؟ لتشكو ألم لا تعرف ما مصدره ولا اين يقيم ..
أعراض دون مرض ومرض دون ألم وألم دون سبب ، وسبب دون أحد وأحد  دون وجود ووجود دونك أنت .

هو تلك الوصفة المضادة التي دفعت أمي لجمع كل النصائح الطبية والاعلانات الورقية
والمواد الأعلانية والسياسات الدولية وكل الاثباتات والبراهين السماوية  تكورها والى سلة المهملات
فقط لانها تنصح بمباعدة  فترات الحمل ، ولتنجب أمي طفلاً .

هو مقياس الضغط والحقنه الشرجية وميزان الحرارة ووحدة دم من غير فصيلة دمك فقط لتبقى فقط لتعيش
جرعة الدواء للمريض الصحيح في الوقت الغلط .