المرأة تحكم

المرأة تحكم 

في الثلاثين عرفت ، أن أعتى اعدائي كانت أمي ، 

أمي التي كانت تمنعنا من إدخال قطة في اليوم الرابع من عمرها للمنزل ، 

بحجة خوفها علينا ، من الإصابة بعقم الفتيات ، وتخفي خلف قناع أمومتها خوفاً محاق ورثته عن والدتها ، 

  أمي التي أضافتي للحياة تماماً مثلما يدخل المزارع إحدى الدجاجات الجدد إلى القن ليلاً كيلا ينتبه إليها أحد ، 

وكأنها خجلى من فضيحتها ، وهي تردد في سرها  "رب إني وضعتها انثى ، وليس الذكر كالأنثى "

أمي التي قضت عمرها تحاول جاهدة أن تثبت لجاراتها أنها اضافتنا 

نحن بناتها للتراكم السكاني بتعفف منها وتغوّل من ابي ، 

فأصبحنا نترقب المجتمع ويترقبنا ككومة من الأطفال أحاطوا بحشره تخافهم 

ويصطنعون الخوف منها والحذر ولا يُخفي أحدهم شجاعته ، إلا أنها " حشرة " ، 

وكأنه قد حان وقت اللعب فمن يجرؤ على إيقافه.

في الثلاثين عرفت ، أن ألد أعدائي كانت ابنتي ، ابنتي التي سرقت حباً كانت هي إحدى ثماره ، 

سرقت العمر وقطاره وما يحويه ، ابنتي التي كانت ضرةً غيرا لوالدتها ، 

ابنتي التي تخيَرت اينع مفاتني واعرضت عني

في الثلاثين عرفت ، أني كنت إحدى أعدائي  ، 

أنا ، أنا التي ارتدت ثوب أمي الفضفاض ، وسروال ابنتي الضيق ، 

ولم اكلف نفسي ثمن تفصيل ثوب يليق بي ثوبي الذي اصبح حلماً اليوم  ،

 ذي الياقة المربعة والأكتاف المائلة ، يضيق من الصدر الى الخصر 

وينفلت مزغرداً من اسفل الخصر الى ركبتي ، ثوبي ذي الحزام العريض ، ورائحة الياسمين

في الثلاثين أدركت أن ألذ أعدائي كانت فيروز ،

 تلك التي كانت تصدح وتلح كل صباح لاحدهم

صغ لقلبي يا حبيبي حلما من سنا الصبح و غدو الغلس

لمَني من وحشة العمر كما لمّت النسمةُ عِطر النرجس

في الثلاثين صحوت بعبارة " كفى موتاً ، عودوا للحياة  الآن " 

صحوت في قبو العمر تتلاطمني الأصوات ،

 ويركلني الضجيج وانا التي تبرعت بربعي عمري لهذا وذاك ، 

فقط لمنحي العيش بسلام

في الثلاثين ادركت أن إحداهن وضعت سدادة الواقع في اذني حتى اعتدت ضجيج المجتمع من حولي 

وصراخ المنظماتوما أن بدات بإسكات هذا الكم من الاصوات ، 

صوت المجتمع منادياً بالعادات والتقاليد والأعراف ، 

صوت الأديان  ، صوت الكلمة المجردة " انثى "  ، 

صوت المنظمات التي لم تمنحني إلا قاعدة مائلة استند إليها ، 

وكاننا في حفل تقيمه أحدى دور الازياء العالميه جميعهم مصممون 

وما أنا إلا مودل ارفع يدي اليمنى واثني ركبتي ، 

ما ان بدأت بإسكات هذا الكم من الأطفال الحمقى حولي 

حتى حكمت العالم ، نعم ، المرأة اليوم تحكم العالم .