من أثر الفراشة لمحمود درويش

أمشي خفيفا كأني طيف على ذاتي وذكرياتي ولا أخاف الحنين


 منذ أغلقت عليه حقبة السفر بل أخاف العد الراكض أمامي بخطى الكترونية

******************

أن تكون وحيداً.... أن تكون قادراً 

على أن تكون وحيداً هو تربية ذاتيَّة .

ألعزلة هي انتقاء نوع الأَلم , والتدرّب 

على تصريف أفعال القلب بحريّة العصاميّ ...

 أَو 

ما يشبه خلوَّك من خارجك وهبوطك الاضطراري 

في نفسك بلا مظلَّة نجاة 

العزلة مصفاة لا مرآة

"في العزلة كفاءةُ المُؤْتَمَن على نفسه

لو كنتُ غيري

**********************

الإحباط هو ما يلي الإحساس الزائف

بالسعادة التي تشبه العطس بسبب

رائحة البنزين . أسعدني أني عطست ،

لكن ذلك لا يصلح لاختراع ذكرى

أستعيدها .

فالفرح

ليس أكثر من ورقة يا نصيب رابحة

لا تلزمنا بغير تقديم الشكر للمصادفة .

عطس

************

وأما الخريف فليس سوى خلوة للتأمل في يتساقط من عمرنا في طريق الرجوع

***************

عيناك ليل حالك ... ويضيئني

ويداك باردتان ترتجفان

لكن، توقدان الجمر في جسدي

وصوتك نغمة مائية ... 

**************

للمقابر هيبة الهواء وسطوة الهباء.

وتنتظر دورك ...

تنقلك روائح الزهور الذابلة وحفيف الأشجار

إلى البعيد ... إلى ما وراء الشيء ... إلى عنوانك

الأخير

**************

 لا شأن لي بغدي .. إنه فكرة

لا تراودني. وأنا هكذا هكذا : لن

يغيرني أي شيء، كما لم أغير أنا 

أي شيء ... فلا تحجب الشمس عني

 ولكن في اللامبالاة فلسفة ، 

إنها صفة من صفات الأمل !

*****************

حتى لو لم تكوني ما أنت عليه من حضور

 باهر، سأكون أنا ما أنا عليه من غياب

 فيك.. باطن وظاهر

وأباريك في الصمت

لئلا تزلّ بي كلمة فأسقط على ما كنته

قبلك من ارتجال متعثر

*************

أثر الفراشة لمحمود درويش