السبت، ٢١ مايو ٢٠١٦

تصفية حسابات

تصفية حسابات ~

التقت به صباحا ً، أدركت أنها خارج المنزل تواً ، تذكرته جيداً إلا انه عاجز كلياً أو جزئياً عن ذلك ، لكن عجزه يبعث على الإطمئنان نوعاً ما ، ففارق السن بينهما يمنعه من ذلك ، تكبره بسبع سنوات أو ربما أكثر ، صغر سنه وقتها حجب الصور والأشكال عنه ، لكن بالتأكيد لم يحجب  المشاعر أو حتى الأثر الخفي وراء الأحداث ، وكبر سنها وضعها امام مادة إجبارية لا يمكنها من التخرج دونها من جامعة الحياة ، لا ذاكرة لا حياة .
كانت سبب ضحكهم وإبراز أنيابهم ، الجميع يحب الضحك  والابتسامة إلا هي على عكس الجميع تكره من يصر على الضحك في جميع أوقاته ، ضحكهم كان سبب موت قلبها يوماً ، ويظنون أنهم يرفهون عن أنفسهم بختلاق سبب للضحك ، أنانيون هم بطبعهم يعيشون على مبدأ عيش اللحظة .. تهمهم لحظتهم فقط ، ولا يهم لحظات الأخرين ، كم أكرههم .
تذكره جيداً فهي لاتنسى ألماً سببته للاخرين ،  في ذاكرتها تكمن مصيبتها ، كانت متأكدة  انه سينسى شكلها وسيذكر أثراً وضعته في حياته عمداً ، او ربما هكذا كانت تظن ، فهي تصر أننا في هذه الحياة نسخ مكرر عن بعضنا البعض لا نختلف إلا برقم الإصدار للطبعة ،و تحاول الإفتراض دائماً بانها نسخة قديمة نادرة يُحذر إستعارتها .
عندما كانو يضحكون  كانت ترسم مستقبلاً وتبني تصوراً للحياة التي تنتظرها ، هكذا هم اليوم ، وفي المرحلة الزمنيه من عمرها تلك ، وهذه  العينة البشرية بالذات ، وهذا كان تصرفهم !! تصرفهم كان سبب في ضحك الجميع والسبب الحقيقي لكرهها لهم ، كيف استطاعوا ؟!! من منحهم الحق في تجريدها ، وفصل الكهرباء عن اعصابها عمداً وإحالتها لدمية أوربما أي شئ لا تدرك ماهيته ؟؟!


تمنت لو انها لم تلتق به فهي في وقت لا يسمح لها بنبش ذاكرتها ولا فتح جورة أو أنبوب الصرف الصحي لا يحتوي على تغوطها هي فقط ، بل على تغوط الأخرين أيضاً ، لا تريد أن تشم ذاكرتها وذاكرة الأخرين بمشهد درامي ساذج ،      ليس من حق الذاكرة اجتياحها متى شاءت ، تقاوم ذاكرتها وتدرك ضمناً أنها عزلاء في مواجهتها .
بهجتهم كانت أقل بكثير من خوفها ، يدخلون عالمهم الإفتراضي على اعتبار أنهم يدخلون إليه تواً  ، عندما يقررون الإلقاء بها عالياً للسماء وإرسالها نحو النجوم كما كانو يقولون ، كانت سبب ضحكهم يؤمنون ببلاهه بالمقولة الغبية التي يتداولها إحدى حجارة الشطرنج على الفيس بوك كل من موقعه يصدر حكماً دون تحريك شئ بالمقابل ، لعبة شطرنج دون ملك أو وزير جنود فقط ، يصدرون أحكاماً واقوالا يفترضون بالمقابل أننا سنؤمن بها بمجرد تفوههم بها فاليصدروا الحكم هم ولنسارع في تصديقة نحن ، نسيت مقولتهم إلا أنها تتحدث عن طفل الذي يرى في والديه مصدر الأمان ويكون متأكداً بانهم مهما ألقوا به عالياً قادرون على إنتشاله ومنع أي ضرر من اللحاق به ، وربما يظنون ويؤمنون بقدرتهم على إنتشاله من جهنم .
تصنع لهم بهجتهم ويحكموا لها عقدها النفسية ، كانت السبب في ضحكهم (عليها ) وكان ضحكهم سبب في كرهها لهم مدى الحياة مع الأعمال الشاقة
الذاكرة تعمل عملها ، تذكر يوماً قررت فيه ممارسة سلطتها التي مارسها عليها الاخرون ذات يوم _ سلطتها هي أم سلطتهم هم ، تريد الأن تفسيراً يرضيها _  كانت ذات سلطة وقتها سلطتها ظهرت كونها سبب إضحاكهم ، تريد اليوم ان تكون في الموقع الاخر وتسمح له ان يمارس سلطته عليها ويسبب لها الضحك ، بحاجة لمنح نفسها والسماح لنفسها بقلب الادوار كنوع من الانانية والإعتراض على الواقع .
يلقون بها عالياً يقف قلبها يضحكون (عليها ) يأتي دور الأخرين في مثل سنها يُلقى بهم عالياً يشعرون جميعاً بالبهجة ، وليس هذا هو المطلوب فنشوة البهجة لا تكون الا بإلحاق الضرر بالاخرين ، لا يسمح للجميع بالبهجة عند ممارسة السلطة أذا لما سُميت سلطة ، يُعيدون الكره معها لانها سبب النشوة الحقيقي والمعنى المجرد للسلطة في هذه اللعبة .
اليوم الذي قررت به ممارسة سلطتها عليه أو تسمح له بممارسة سلطته عليها كان لايزال صغيراً في نفس عمرها عندما كانو يجبرونها على ممارسة سلطتها عليهم وإشعارهم بالبهجة .
مطت اذنيها مثل شخصية كرتونيه وضعوها لهم على افتراض انها تجلب لهم البهجة والضحك ، نفخت فمها كما كان يفعل والدها في مواجهة المرآة كل صباح يهم بقطع أحدى خدوده التي تقبلها صباحاً ، وتستغرب من ضحكته رغم وجود سكيناً في يده هل كان بائساً وقتها ؟!!!
سألته يوماً لماذا تبتسم والسكين في يدك إلا أنه  ترك سؤالها مفتوحاً  أمام ضحكته  بقوة أكبر وصوت اعلى .
الاذنان ممطوطة كقزم ، الخدود منفوخة كوالدها ، دور العيون ، ان يسلم كل منهما على الاخرى ، هي دائما ترى عيون مختلفة  أزرق اخضر أسود ، إلا ان القليل كان يملك عيون قريبة من بعضها البعض في لقاء حميمي دون شبق ، ظنت ان الخوف يكمن في الاختلاف ، اجتاحت طفولته مع بعض الموسيقى التصويرية لم تنسى عنصر المباغته الذي كانو يتفننون به عند اجبارها على ممارسة سلطتها عليهم ، قفزت أمامه كقدر مستعجل ، صوت بكاءه كان جرس التنبية بأن مهمتها انتهت وجرس المنزل لوالدته للخروج مهمتها انتهت وعليها الهروب حالا ، بكاءه المزعج كان سبب سؤالها لماذا لم  تكن قادرة على البكاء وهي في نفس عمره ، اعترض على تصرفها ، رفض عملها ، اخبرها صراحة بموقفه ، قال لها (حقيرة) بطريقته ،، إلا أنها رفضت أن تقول لهم ذلك وهي في مثل عمره .
عندما كانو يلقون بها عالياً كل شئ بها كان يعمل إلا (هي) انقباض في المعدة ، انخفاض نسبة السكر في جسدها ، تضيق الشرايين ، اصفرار بالوجه ،تقلص المثانه ، كانت تشعر بحاجتها للتبول إلا أنها كانت تصر على المعاندة ، تعاند حاجتها حتى ولو اضطرت لتلويث سروالها الداخلي .
أثبت وجوده بالصراع ، وضع له بصمه ببكاءه ، خرجت والدته تبحث عن الفاعل إلا أنها لم تجده ففاعل الفعل يحصن نفسه دائماً ببهاء ضمه يستثني بها كل الحركات في المقابل إلا هي (ضمة ) ، والضمة تفي بالغرض .
هي لم تثبث اعتراضها وكان تحديها من نوع آخر على افتراضها الدائم أنها شئ مختلف .
رغم اصرارها على الظهور بصفة اللامبالاة التي تجد بها  موقع الامان الكامل لها ، ومثلث برمودا الذي تدخله وتمنع به الاخرين من اللحاق بها ، اللامبالاة كانت مجبره عليها لعدم قدرتها على النطق وعقدة لسانها التي احكموها عند الإلقاء بها عالياً ، لم يسعفها  الذكاء كما اسعف ذاك الطفل ، معقدة في تفكيرها ، دائما ترفض الحلول البسيطة والكثيرة ، وتأمل من السماء أن تمنحها شئ مختلف مثلها .
مصره على استحداث لغة جديدة تمكنهم من فهمها ،عادت للعمق للزمن الأول قبل اختراع اللغة  _وهي موجودة  في زمن اللغة إلا انهم سلبوها _ إلا ان الشئ الذي أرادت اخبارهم به لم يكن كشجرة يمكن انتزاعها ووضعها امامهم ليدركوا أنها شجرة ، كان شئ أعمق وكانو عاجزين عن النظر في الأعماق ، حتى لا يواجهوا أنفسهم في إحداها .
انتهى مشهد الطفل الذي مارس سلطته عليها وسبب لها الضحك ، واستمرت سلطتها هي على الاخرين وكانت ولا تزال سبب في ضحكهم الدائم كانو بحاجة للاسرار ليصنعوا منها حياة ، وأسرار الأخرين الاقل ثمناً على الاطلاق .
أكملت سنواتها بسُلطة !!  إلى أن نبشت محاضرة جامعية لدكتورة تريد أن تعلم السبب واء هذه السلطة ووراء هذا الخوف تبحث عن الاسرار كما يبحث الاخرون . الجميع تحدث عن خوف المستقبل وكانت تؤكد في أعماقها أن سبب خوفها كان الماضي كان العمر الاول ، المستقبل من الوراء ، نحن نعيش مستقبلنا مسبقاً .
المستقبل لا يعني لها الكثير إلا ايمانها بقوة أكبر منها ستأتي ذات يوم لا محالة هي  بانتظار هذة القوة وتترصد لها إذاً

لا خوف ، لا خوف مما نتوقع .
المستقبل كان يرتبط بايمانها بالقدر لذا لم تعر نفسها وقتاً للتفكير بمسلمات لا نملك الاعتراض عليها ، ايديولوجيات تأتينا جاهزة من الخارج ولا نملك حق الاعتراض او النقض هكذا كانت تظن ، لم تفكر بأمور لا تستطيع هي ولا هم الهروب منها ، أصرت على خوفها من الماضي ، الماضي فقط كان يلاحقها ببؤس .
كما لو انها لم تكن تتوقع مطالبه اليوم أن تكتب نصاً ابداعياً عن خوفها لم تقرأ السؤال المكتوب على الورقة كلمة  (إحساس ) كانت كافيه للبدء بالكذب ، مجبرة للتعبير عن الخوف من الماضي او المستقبل كما قالوا  لا يهم إنه الخوف ذاته بموسيقى تصويرية مختلفة .
خوفها من الماضي كان خوفها من الالتقاء باشخاص اشكالا والوانا  مختلفة لكن بالنفسية  ذاتها التي منحتها سلطتها عليهم ذات يوم فهي تصر على اننا نسخ مكرر وطبعات مستحدثة لا تخلو من العيوب والنواقص .
رغم ممارستها سلطتها عليهم الا انهم مارسوا ايضا سلطتهم عليها دون أن يشعروا وهذا ما كانت تحاول إنكاره والجحود به .
أن تكتب نصاً يعني ان تكشف عن زاوية أخرى من ذاتها التي يحاول الاخرين اكتشافها في النصوص ويشعروا بالبهجة تغمرهم عند امساك أول خيط للوصول إليه ، هم يظنون أنهم قادرون على ذلك وتظن هي انها قادرة على المقاومة وإخفاء مالا تسمح للاخرين بالإطلاع عليه ، لا اعلم من سينتصر في هذة الملحمة ،،، أنا اراقب فقط .
بدأت الكتابة  كانت تدافع عن مسلماتها والقوالب التي وضعتها لنفسها ووضعت نفسها بها ، محاولة إبعاد القارئ عن ذاتها أكثر تلوح عالياً تلفت انتباههم إلى أي شئ إلا هي ، ترفض الإفصاح عن السر الذي يصرون على وجوده ، وتصر هي على سذاجته .
تكتب مستودتها تحاول أن تجد عنصر الإختلاف الذي يظنون انه الإبداع وتصر بالمقابل على وضع  وجهة  النظر بان الخوف هو الماضي والماضي فقط . 

الخوف هو نحن بأشكالنا والواننا ونسخنا المكررة للرواية الاكثر مبيعاً دون حصولها على جائزة البوكر ، الخوف هو نحن .
تكتب ، تصر على الكتابة بإبعاد ذاتها عن النص ، فهي تؤمن بعدم أحقية أحد الدخول إلى ذاتها أو اكتشافها ، لا يحق لهم اختراق غلافها الجوي ونسيت أن هناك ثقباً يسمح للكثير بالمرور من خلاله والخروج دون أن تشعر .
تصر مراقبة الامتحان على الكتابة بصدق ! تتساءل السؤال ذاته عند مطالبتهم  الدائمة بأن تكون صادقة ، هل حقاً تستطيع أن تكون صادقة ولو لمرة واحدة أمام نفسها ؟!! جميعهم صادقون أمام الاخرين كما يعتقدون ، لكن  لم يفكر الكثير منا بالصدق أمام انفسنا _ نعم (أنفسنا)  وضعت نفسي معكم لأكون الذات في هذا النص _ وهذا ما تحاول الكذب به ان تكذب أمام نفسها وترفض ما اختاره الاخرين لها .
قدر أختاره الاخرين ، شكلاً اختاره الاخرين ، نسباً اختاره الاخرين ، جينات اختارها الاخرين ، لكن شيئاً ما يخبرها بقدرتها على اختيار أفكارها وتاويلاتها عن الاخرين ، رغم إصرار علم النفس على رفض  هذه النظريته، والنظر إلينا كتراكمات للماضي ليس أكثر .
تكتب وتكتب تنسى رسالتها الاولى ، والسبب الاول ، والجملة التي اتت لتكتبها ، تنسى ان تكتب انها لا تعرف سبباً  للخوف او مما تخاف ، هي تخاف من كل شئ ولا تعلم السبب ، الخوف لمجرد الخوف لمجرد الخوف فقط !!!
كتبت وكتبت ، خرجت اخيراً . كتبت موضوعاً عن كل شئ إلا عن الخوف ربما لأنها كانت خائفة من المواجهة هي ايضاً انتهى الوقت ولم نتهي موضوعها ، انهت موضوعها بنص مفقود ، كانت تبغي الخلاص ، الخلاص ليس أكثر من هذه القاعة التي جعلت منها فأر في حقل من حقول التجارب يُقام عليه الابحاث والدراسات ، خرجت اخيراً من سجن غوانتنامو الذي يفقد فيه السجناء كل حواسهم تدريجياً هي أيضاً فقدت حواسها لمحاً ، لم تشعر بالوقت ولا بخلو المكان حولها ، خرجت اخيراً .
كذبت كثيراً في نصها على افتراض ان احداً لن يكتشف ذلك ، تخشى الكتابة فهي تعريها امام الجميع تجعل منها تلك الدمية التي تقفز راقصة ما إن يفتح أحدهم صندوق الموسيقى فجاة تدور أما الجميع ويضحكون .
تخشى الكتابة فهي تجعل منها صحن من الطعام يتهافت عليه الجوعي كما ينقض الجنود على قصعة بعد نهار متعب من التدريبات ، صحن من الطعام في آلة التسخين الحديثة تدور ايضاً ، الدوران يجعلها تؤمن أن لا مأمن هناك وجميع زواياها مكشوفة للاخرين الدوران عارية أما الاخرين يخيفها لن تمنحهم نشوة رؤيتها من كل الجهات هي دائما بحاجة الى زاوية خفية تسند إليها ظهرها وجميع كوامنها زاوية خاصة بها وحدها ، قائمة أو حادة ، المهم انها زاوية  تختبئ بها عن الاخرين ، الدائرة معنى الغدر بالنسبة لها لذا تحاول ملئ  حياتها بالمربعات في محاولة لسرقة نشوتهم بها بأي ثمن ، فاليبحثوا عن نشوتهم بعيداً عنها  ، الدائرة تخيفها والدوران ايضاً سبب للخوف .
تخشى الكتابة لانها تجعل من كل قارئ  آلهه على نصها ، يقرأ ، ينتقد ، يصحح اخطاءها ، يضع بصمته ، يبصق على نصها ثم ينصرف وكانه لم يفعل شيئاً ، هي تخشى تعدد الآلهه ، فرب واحد يفي بالغرض ، وآلهه واحدة تكفي .
الخوف من الكتابة ، ان تكتب وتكون انت نفسك على ورقة يمكن للجميع قراتها ، تصر دائماً أنه لا يوجد في حياتها شئ ذا قيمة يمكن للاخرين اكتشافه إلا ان هناك الكثير من الأمور التي لا يستطيعوا فهمها كما فهمتها هي ، نعم مطلوب منها في كتابتها ان تكون صريحة معهم لكنهت ليست مجبرة على إفهام قليلي الفهم المقصود من كل حرف وكل تصرف ليست مجبره على تبرير اي عمل تقوم به  إنساني كان او حيواني على حد تعبيرهم ، هي نسخة عن الجميع ولا يمكنها التعليل بأكثر من ذلك ، هي تمثل جانب واحد من دواخل الجميع لو انهم نظروا إلى الداخل اكثر لرأوها هناك ، لكننا نرفض النظر في العمق نكتفي بالواجهة الامامية والخلفية من كل شئ ، خصوصاً إذا تعلق الامر بالواجهة الخلفية لانثى !!
كذبت كثيراً في نصها ، تظاهرت بالمقاومة والشجاعة ، ولو ان إحدى اخواتها قرأت النص لرمته في وجهها حنقاً تؤكد على كذبها ، اختها التي كانت توقظها كل ليلة للذهاب معها إلى دورة المياة فقط لانها خائفة ، خائفة ولا تعلم من ماذا خائفة فقط !!
كذبت كثيراً في نصها ، هي تخاف من كل ما هو وراءها ربما لانها لا تستطيع رؤيته من حيث يراها هو ، خوفها كان مجهول ومن المجهول ، لم تكلف نفسها انتظار الافضل من هذا المجهول هو شر ليس أكثر فقط لأنها تجهله ولا تحيط بعلمه ، الخوف من الجهل .
تخاف ان يخذلها احد ، لذا لن تقدم على الاقتراب من الجميع ، ربما ادركت سذاجتها أو أدركت الشر في الاخر هي حقاً تخاف ان تؤلم نفسها بمن لايستحق هذا الالم ، واقتطاع وقت إضافي من عمرها لترميم اخطاءهم .
كذبت كثيراً في نصها ، لم تخبرهم بما أرادوا معرفته ، اخفت خوفها من المستقبل ، من المستقبل بكل جوانبه ، تخاف من فقدانها للقيمة الجمالية التي اختارتها لنفسها أما الجميع ، وللبرستيج الحياتي الذي ارتضت به لنفسها ،  أن تفقد صورتها امام الجميع فهي لن تسمح لأحد بإنزالها من على حائط الحياة ، تخشى أن لا تكون هي هي  في المستقبل ، يعني انها راضية عن نفسها اليوم كصورة مثاليه لنفسها ، غروووووور ؟؟!! ربما !!
هي تعاند وتكابر في كل شئ حتى ولو على حسابها الشخصي ، حاولت مقاومة النبؤة التي وضعوها لها ، كما قاوم أوديب نبوءته ، هربت كما هربوا جميعاً في اسطورتهم ، إلا أن بعض النبوءات تحدث غير آبهه بكل إرادتنا .
تنبؤوا لها بالخوف ، وتتصنع الشجاعة ، يصروا على اتهامها بالجبن وتنفي ذلك ، في محاولة لاثبات عدم إيمانها بالاساطير .
هي حتماً تخاف من كل شئ ، تخشى من كل مجهول ، لان ماضيها رسم لها ذلك توقعوا لها الاسوأ ووجدته ، لذا اصبح افتراض الشر في كل شئ حاضراً بصفة لا إراداية .
الخوف من البكاء حتى لا تتهم بالضعف واليأس ، الخوف من ان توصف بالتشاؤم ، وتنادى بالمُتشائم ذاك الذي يظن أن الشمس ستقع عليه وحده من بين جميع اهل الارض ، هي كانت كذلك إلا انها لم تجرؤ على الاعتراف به .
تخاف من كل ما هو سلبي في الاخرين ، على اعتبار انها ليست إحدى الأخرين بالنسبة لهم ، الخوف يقيدها كفتاة ترتدي فستان تضيق فتحته من الأسفل تربط القدمين معاً .
اعترفت داخلها بالخوف من كل شئ حتى من نفسها أن تشي بها يوماً وتنشر اوراقها امام الجميع ، هي تخاف من الجميع إلا انها آثرت الاحتفاظ بسرها لنفسها فليس من صالحها أن تكون في قافلة الخائفين في هذه الحياة ، لذا كتبت على احدى خزائنها ، انا شجاعة وليس هناك ما يدعو للخوف ، بقيت صورة الطفل الذي سببت له الخوف حاضرة في كل يوم تشعر فيه هي بالخوف مشهد درامي مكرر فالحياة تصفية حسابات ليس اكثر .
بتول الشريقي 

2013

هناك ٣ تعليقات:

غير معرف يقول...



شركة شام للخدمات المنزليه هي من افضل الشركات التي تعمل في مجال الخدمات المنزليه وذلك بسبب امتلاكها للعديد من عناصر التميز مثل الايدي العامله المدربه صاحبة الخبره العاليه في هذا المجال وايضا التقنيات الحديثه التي تستخدمها الشركة في تنفيذ ما تقدمه من خدمات , ومن الخدمات التي تسعد شركة شام بتقديمها لعملائها الكرام مايلي

شركة رش مبيدات بالدمام

شركة مكافحة حشرات بالدمام

شركة مكافحة نمل ابيض بالدمام

عزيزي العميل لا تقلق ولا تحتار فشركة شام هي افضل اختيار

HALA يقول...

الحصول على سيرة ذاتية انجليزي
هو أمر مميز حقا أن تسعي للحصول عليه ، لذا يجب أن تهتم بمعرفة كيفية الحصول على سيرة ذاتية مميزة باللغة الأنجليزية وبسهولة وبابسط الطرق

غير معرف يقول...

تقدم شركة شام المثاليه لعملائها الكرام في القطيف والخبر والجبيل والاحساء افضل الخدمات في تنظيف السجاد والمكت والمفروشات وتعتبر شركة تنظيف سجاد بالدمامهي الافضل حيث يوجد بها مجموعه من العماله الفنيه المضربه علي احدث اجهزت التنظيف واستعمال والمتهرات والمنظفات التي تحافظ علي لون ولمعان
جميع المفروشات .نلتزم بالمواعيد والضمانات الكافيه ونعمل بأقل الاسعار.