كم هو محزن أن يستعيد الإنسان ألق الأشياء الأفلة في مدينةٍ بعيدة !
عندما نريد أن نقوم بشيء إما نتقنه أو نتركه لغيرنا ..
إننا نموت بشكل متجزئ ,
يموت الفرح , نموت الذاكرة , تنحني الأشواق ,
ندخل في الرتابة ثم ننسحب ..
نشيخ بسرعة وبشكلٍ مذهل ..
شيء ما يتأكل يوميًا في داخلنا ولا نشعر !
إننا لا نرى الشيء نفسه في اللحظة نفسها !
من قال إن الحكايات والأحزان لا تحبل ؟
من قال إن لغة الحزن واحدة ؟
العيون التي تتلصص على صمتنا صارت لا تحصى !
كل الأذان يا ابن أمي صارت موصدة مثل الأبواب الصدئة ,
أصابها الصمغ وأغلقت بالشمع الأحمر ..
للموت رائحة , للحزن رائحة ,
للدمع رائحة , للبكاء رائحة ..
لا نشمها إلا بعد زمنٍ بعيد عندما نتذكر الفاجعة !
النسيان بالتقسيط قاتل على الأمر المتوسط ,
بينما السريع مثل السم لا يرحم صاحبه ..
كل مانعيشه من أشياء صغيرة لو جمعت لأعطت كونًا كاملاً ينبض بالحياة ..
من أين ورثنا هذا البؤس ؟
سلطناه على أنفسنا بأنفسنا ثم نمنا داخل السعادات الكاذبة
قريري العيون ومنتشين بأوهامنا وإخفاقاتنا الدفينة .
عندما نصل المنعرج ولا نعرف كيف نقتاده ,
الانزلاقة يمكن أن تقذف بنا في عمق الوادي ..
هو الوهم يا صديقتي الطيبة الذي ينتابنا جميعًا في لحظات الضعف عندما يكون تعويضًا مقنعًا للضعف
الذي نواجه به رداءة الواقع اليومي ..
ليس من حقنا قتل أجمل شيءٍ فينا , القدرة على الحياة ..
من الصعب أن تترك مكانًا قضيت فيه جزءًا من عمرك وهو
من أجمل ما يمكن أن يحصل لك في حياتك ؟
ومع ذلك بعض الجروح والأمراض المستعصية تحتاج الكثير
من الأحيان إلى البتر والحسم ,
لأن الإبقاء عليها في حالاتها الأولى لا يمكنه إلا أن
يزيد من قسوة الأشياء ..
آلام البتر أحيانًا أهون من الأنين اليومي في
مكان معزول ولا
من يسمعك ومع ذلك نحتاج إلى قدرٍ من اليأس يفتح
أمامنا كل المغالق ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق