علل وأدوية ~4~
لقد فضح الموت الحياه ، فهو يسطو عليها عليها كل دقيقه من الساعة
بل كل ثانيه من الدقيقة وفي انحاء القارات الخمس تتصل مواكب
الذين يغادرون هذه الارض ليخلوا المكان لقادمين جدد عجباً أين يذهبون؟؟؟؟
ستبقى الدنيا تركل وفودها كل لحظة إلى العالم الاخر حتى ينتهي أجلها هي الاخرى ،
وهنا تلتقي القرون كلها لتتوزع على النعيم والجحيم وتكتمل نشأة الاخرة .
النسيان شديد الوطأة على ألباب الناس حتى ليذهلهم عن حقائق قريبة وشؤون ذات بال ،
فإذا كانوا يسهون عن حاضرهم ،أفلا يكونو عن الغد البعيد أكثر سهواً وأحوج إلى مذكر ملحاح ؟؟؟
يقول احد السياح في بلاد الاندلس إن الدليل الذي قادني بين آثار الحمراء تناول المسلمين بالكلمة الحاسمة :::
(((لقد قامت لهم دولة هنا لمّا كانو لله خلائف ، ثم طردوا من هذه الديار لمّا أصبحوا على ثراها طوائف )))
العبارة لاذعة بيد أنها تصور الحق المجرد .
إن الاقدار طويلة الانفاس ،
والصراع بين الحق والباطل لا تتكشف عقباه في سنه أو سنتين ولا جوله أو جولتين .
لكن المرء عندما يمضي على سيرته أو عندما يتحرك وفق طبيعته يرتكب الغلطة التي تبت في عاقبته كلها ،
أي يفعل ما يسمى بالقشه التي قصمت ظهر البعير أو القطرة التي فاض بها الاناء
إن الامم تضيع بعدما تبدد آخر فرصة للنجاة ، والاقدار التي تنزل بصعود
هذا أو هبوط ذاك ليست حركات عبثية ، إنها أقدار تزت بدفة هائله مسالك الافراج والجماعات
إن البقاء في القمة يحتاج إلى نفس الجهد الذي بذل في بلوغها فلا قعود ولا ترف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق